القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

في غزة إعادة تدوير البلاستيك مخرّج جديد من أزمة البطالة


دأب العديد من الشباب الفلسطينين في قطاع غزة مؤخراً على البحث عن بدائل للحالة الاقتصاديّة الصعبة التي يعيشونها، فلجأ البعض لجمع المواد البلاستيكيّة من الطرقات والحاويات وبيعها للمصانع ليتم إعادة تدويرها، مُقابل مبلغ بسيط من المال، لتصبح صناعة قائمة بذاتها في ظل شُح الإمكانيات الاقتصاديّة البلاستيكيّة بسبب الظروف الأمنيّة الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة.

مشاريع استراتيجيّة 

صاحب مصنع بلاستيك شرق مدينة غزة محمد مطر يقول لـ "دنيا الوطن": "أحصل على كميات كبيرة نسبياً يومياً من الأطفال والشُبان الذين يعملون في مجال تجميع البلاستيك، من قارورات فارغة وكراسٍ أو طاولات، ليقوم المصنع بعد ذلك بفرزها وإعادة تشكيلها بطريقة أخرى".

عن عمليّة التدوير يتابع: "إعادة تدوير البلاستيك تقوم عليها منتجات عديدة كالطاولات والكراسي، وهي منتجات تحقق مصلحة للمواطن لأنها لا تستخدم في الصناعات الغذائيّة وبالتالي لا تضُر"، مشيراً إلى أن أسعار المواد البلاستيكيّة المُعاد تدويرها تلائم الجميع وتلقى رواجاً وقبولاً بين المواطنين، ولكنها تعاني من وجود مُنافس مستوّرد في السوق المحليّة وبالتالي غياب المُنافسة العادلة.

وتتلخص عملية تنظيف القطع البلاستيكيّة لصناعة الأواني وخراطيم المياه الزراعيّة والكهربائيّة بتخميرها في حوض مياه، ثم تخميرها بالصودا الكاوية لما يُقارب ست ساعات، وبعد ذلك تطهيرها بمادة الكلور، وإعادة غسلها من جديد، بالإضافة إلى تنشيفها عبر جهاز حراري بدرجة حرارة معينة ثم توضع داخل فرن تصل درجة حرارته إلى 1000 درجة مئويّة، فتنصهر المواد البلاستيكية وتقتل البكتيريا.

تجارُب حيّة 


مُراسلة "دُنيا الوطن" التقت الصبي (عُمر 15 عاماً) بجانب أحد المكبات أثناء إعدادها للتقرير، ليبادلها الرّد عن طبيعة عمله وهو في مقتبل العُمر: "أجمع البلاستيك منذ ساعات الصباح الأولى من الساعة السابعة صباحاً حتى يمتلئ الكيس، ما بين زجاجات عصائر وأدوات مطبخ باليّة، وأوانٍ مختلفة وأرجُل الكراسي ".

الكيس الذي يحملهُ على ظهره في موّعد الظهيرة لم يمتلئ بعد، مُخرجاً منه بعض المواد لعرضها، منوّهاً إلى أن السبب الذي جعله يلجأ لجمع البلاستيك وبيعه هو ضيق حال أسرته المكوّنة من تسعة أفراد هو عاشرهم، وعدم مقدرتهم على تحمُل نفقات المعيشة. 

يعمل عُمر طوال اليوم، ليُحصِل قُرابة الـ 10 شيقل فقط من التاجر الذي يأخذ منه المواد التي قام بجمعها.

ويُنتج قطاع غزّة نحو 1900 طنّ من النفايات الصلبة يوميّاً، منها ما نسبته 35 % نفايات بلاستيكيّة وورقيّة وزجاجيّة، و65 % منها نفايات عضويّة، بحسب تصريحات صحافيّة سابقة لمدير دائرة النفايات الصلبة في سلطة جودة البيئة بغزّة محمّد مصلح.

آراء المختصين 

وسام أبو جلمبو، رئيس جمعيّة أنصار البيئة، يوّضح أن قطاع غزة يعاني من شُح الإمكانيات التي تحول ما بين إعادة تدوير المواد البلاستيكّية،  بسبب الظروف الأمنيّة للمعابر التي يعاني منها القطاع لقرابة العشر سنوات.

وينوّه أبو جلمبو إلى أن قطاع الصناعات البلاستيكيّة يُحقق عوائد اقتصاديّة جيّدة مقارنة بالِصناعات الأخرى، وإعادة تدوير البلاستيك عليّة سهلة مقارنة بالمعادن على سبيل المثال، فضلاً عن كوّنها صديقة للبيئة.

جدوى إقامة مشاريع إعادة تدوير في قطاع غزة، أشار إلى أن هناك معيقات تقف دون إقامة مشاريع إعادة تدوير البلاستيك، كصعوبة التمويل، وعدم تقبل المجتمع فكرة الاستفادة مرة ثانية من الأدوات البلاستيكيّة باعتبارها لا تصلُح للاستخدام مرتيّن، و شح المواد المستخدمة في إعادة التدوير وارتفاع أسعارها.

ثاني أكبر المشاكل

أكدت المختصة بالشؤون البيئية أمل صرصوص في تصريحات صُحافيّة سابقة، أن مشكلة تدوير البلاستيك هي من ثاني أكبر المشاكل البيئيّة في فلسطين، والتي تعتبر من النفايا الصلبة التي تواجه فلسطين فيها مُشكلة كبيرة، لعدم توّفر الإمكانيات اللازمة من مصانع و مختصين.

تشرّح بقولها: "إعادة تدوير البلاستيك زادت بنسبة  كبيرة، بسبب الظروف التي فرضها الحصار الإسرائيلي على القطاع، و منع الاحتلال إدخال المواد الخام ، وهذا يدّل على احتماليّة وجود مواد مضافة للبلاستيك قد تكون خطيرة وضارة بالصحة تستخدمها بعض المصانع، خاصة في ظل غياب آلية المراقبة والفحص المخبري الدقيق".  

وحذرت صرصور من استخدام  البلاستيك المعاد تدويره في صناعة الأدوات المنزليّة المستخدمة في حفظ الأغذية.

منقول عن موقع دنيا الوطن
هل اعجبك الموضوع :