القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

تدوير النفايات الصلبة في غزة.. صناعة تشق طريقها بقوة


تعد مشاريع إعادة تدوير النفايات في قطاع غزة فرصة اقتصادية خصبة للإنتاج المحلي، وتشغيل الأيدي العاملة، والتقليل من كمية المخلفات المنزلية في مكبات النفايات العامة، وحماية الأرض من استخدامها مكبات للمخلفات المنزلية.
إنتاج المخلفات الورقية
في بحث منشور لرئيسة قسم الإنتاج النباتي في كلية الزراعة في جامعة النجاح الوطنية د.هبة الفارس؛ أكدت أن كمية النفايات (البلاستيكية) الناتجة عن استخدام رقائق (البلاستيك) في الزراعة في الضفة الغربية وقطاع غزة 126 طنًّا.
وأشارت إلى أن تلكَ النفايات تحتل مساحات كبيرة من الأرض، وهي قريبة من المناطق السكنية، الأمر الذي ينتج عنه أخطار صحية جمة، فضلًا عن ضعف المراقبة عليها وضعف وسائل الحماية من أخطارها كذلك.
وأضافت: "جميع المكبات في غزة والضفة تجرى فيها عمليات حرق مفتوح ومستمر، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من المشكلات البيئية، إضافة إلي انبعاث الروائح الكريهة منها على مدار الساعة".
وتبلغ نسبة النفايات الورقية من المخلفات المنزلية من 13 إلى 14% من مجموع المخلفات المنزلية في غزة، وفق ما أكده أمين سر شركة "غزة نظيفة وآمنة بيئيًّا" المهندس منذر سالم، الذي أشار إلى بدء شركته وضع اللبنات الأولى لمصنع تدوير المخلفات الورقية جنوب القطاع، غرب مدينة خان يونس على وجه التحديد.
وقال سالم لـ"فلسطين": "سهولة التعامل مع المخلفات الورقية وإعادة تصنيعها دفعتنا إلى جعلها المشروع الأول الذي نقوم عليه، علمًا أننا في خطتنا للسنوات القادمة وضعنا دراسة لإنشاء مصنع لإعادة تدوير المخلفات العضوية".
وتابع: "سنعيد تدوير الورق لصناعة ورق (التواليت) وورق النشاف فقط، ونأمل أن نطور هذه الصناعة لتكرير الورق وإنتاج ورق (الكرتون)".
مع حصول شركة "غزة نظيفة" على التراخيص اللازمة من وزارة الاقتصاد وسلطة جودة البيئة بدأت تهيئتها للأرض؛ لبناء المصنع الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأيام القليلة القادمة، لافتًا إلى أن الأجهزة الخاصة بإعادة التدوير ستدخل قطاع غزة عن طريق مصر في الأيام القليلة القادمة.
المصنع الأول
ومدينة رفح جنوب قطاع غزة تنتج مخلفات تقدر بـ120 طنًّا يوميًّا، حيث شرع في إنشاء أول مصنع لتكرير النفايات الصلبة، وهو أول مصنع من هذا النوع يقام على أرض القطاع، ويستوعب 250 طنًّا من مخلفات محافظتي رفح وخان يونس عند اكتماله نهائيًّا.
المشروع الذي بدأته جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع بلدية رفح، وبتمويل من مؤسسات (UNDP) ، وفقَ ما أشار إليه مدير بلدية رفح الدكتور علي برهوم في تصريحات صحفية له.
وقال: "مساحة المشروع ثمانية دونمات تقريبًا، وتكلفته مليون دولار، استوعب أيديًا عاملة، وسيستوعب مستقبلًا المزيد من الأيدي العاملة من الجنسين"، لافتًا إلى أن المصنع يوفر فرص عمل لعدد من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل براتب شهري يصل إلى 1200 شيقل شهريًّا.
وتابع د.برهوم: "المصنع سيقلل من حجم النفايات في جنوب القطاع بشكل كامل، ويساعدنا في الاستفادة من المواد الناتجة عن تدوير النفايات"، نافيًا علمه بتطوير المشروع ليشمل محافظات القطاع كافة في السنوات القادمة.
عمال المصنع ينتشرون لجمع النفايات الصلبة في مدينتي رفح وخان يونس، وينقلونها إلى الأرض المخصصة لتجميع النفايات، ثم تدخل عبرَ خط فرز، وتنتهي بمحطة الفرز اليدوي، حيث تعمل عاملات من النساء _في الأغلب_ وفق نظام العقود، وفق قول د.برهوم.
فكرة "لامعة"
مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة عبد الرحيم أبو القمبز أشار إلى أن البلديات في قطاع غزة تسعى جاهدة إلى تطوير عملية تدوير النفايات في القطاع؛ حتى تُصبح ثقافة يُتقنها المواطن الغزي والمُستثمر الفلسطيني.
وقال لـ"فلسطين": "نحاول أن نقنع المواطن الفلسطيني بالحفاظ على مُخلفات منزله من (البلاستيك) والحديد على وجه الخصوص؛ لأن التجارة بها رائجة، ويُمكن أن تعود عليه بدخل لا بأس به".
وأضاف: "ينتج القطاع يوميًّا ما يقارب 1300 طن من النفايات، أغلبها مواد عضوية، والكثير منها (بلاستيك) وورق، فإذا استنفد المواطن القليل من وقته لفرز هذه النفايات، يُمكنه بيع "البلاستيكي" والحديدي منها، ويُساعد البلديات أيضًا على المُضي قدمًا في تنفيذ خطط إعادة تدوير النفايات".
وتصل مُخلفات المواد العضوية في قطاع غزة إلى ما يقارب 70% من حجم النفايات، وتصل كمية (البلاستيك) إلى 12%، في حين يبلغ الورق 10% فقط، وكُلها مواد يمكن استغلالها في مشاريع يستفيد منها المواطن الفلسطيني.
وتابع أبو القمبز : "تجمع بلدية غزة ما يقارب ما بين طنين و3 أطنان من (البلاستيك) يوميًّا، تُفرز إلى ثلاثة أصناف، وتُباع إلى مصانع مُتخصصة بطحن (البلاستيك)، واستغلاله مادة خامًّا في صناعات أخرى، وتستفيد البلدية في المقابل من المال في شراء مستلزمات جديدة للنظافة".
وأشار أبو القمبز إلى أن بلديته استفادت من المواد العضوية في تصنيع "الدوبال" السماد العضوي، إضافة إلى سعيها في تنفيذ مشروع "تنخيل" النفايات القديمة، وهو مشروع قائم على "غربلة" النفايات العضوية القديمة والاستفادة من المواد التي تنتج من العملية في إعادة تأهيل التربة، قائلًا: "تستفيد البلدية من 30 أو 35% من النفايات العضوية القديمة في إعادة تأهيل التربة، وتحصر الأرض التي تتجمع عليها النفايات بمساحات أقل".
مضيفًا: "شجعنا الكثير من العاطلين عن العمل وأصحاب رؤوس الأموال على البحث عن القطع الحديدية في النفايات الصلبة بالقطاع، والاستفادة من بيعها إلى مصر في تحصيل عائد مالي مناسب"، مشيرًا إلى أن بلديته بدأت مشروع إعادة استغلال مُخلفات الورق من المصانع في صناعات أخرى "ككراتين البيض"، إلا أن الإقبال الضعيف على هذا المشروع أوقفه.

منقول عن جريدة فلسطين
هل اعجبك الموضوع :